ولمن لا يعرف الاستدلال , ولا يعرف إلا نقل الأقوال , حول موضوع
المنشور السابق , إليك هذه الأقوال :
قال الإمام البغوي في تفسيره : ((قال الشافعي : تزوج الزبير أسماء
بنت أبي بكر , وهي أخت أم المؤمنين , ولم يقل : هي خالة
المؤمنين)) .
وقال ابن كثير في تفسيره : ((وهل يقال لمعاوية وأمثاله خال
المؤمنين فيه قولان للعلماء رضي
الله عنهم ونص الشافعي رضي
الله عنه على أنه [لا] يقال ذلك))
.
هذا هو الصواب في النقل عن ابن كثير , لا ما جاء في بعض
مطبوعاته . ويؤكده أنه هو مذهب الشافعي المنصوص عليه عند
الجويني والغزالي والبغوي والنووي وغيرهم
.
فالذي لا ريب فيه : أن هذا هو المذهب عند الشافعية .
وقال المقريزي : ((ومنع قوم من جواز تسمية معاوية خال المؤمنين :
بأن هذا أمر مبتدع , لم يطلقه عليه إلا الغلاة في موالاته , حتى
إنهم زعموا أنه دعي بذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ,
وبالغوا في الإفك , حتى نسبوه إلى انه من قول الرسول صلى الله
عليه وسلّم , وليس لذلك أصل ، ولا عرف إطلاق ذلك في عصر
الصحابة ، والتابعين ، فقد قتل محمد بن أبى بكر , ولم يشنع أعداء
مع
اوية إذ ذاك بأنه قتل خال المؤمنين ، وثار عبد الله بن الزبير بمكة
على سويد بن معاوية ولم [يكترث] بأنه ابن خالة المؤمنين ، ولا
دعاه به أحد من الصحابة ، ولم يدع عبد الله بن عمر بخال المؤمنين ،
و
لا قيل قط لعبد الرحمن بن أبى بكر خال المؤمنين . ولا يمترى عامة
أهل العلم في أن منزلة عائشة وحفصة رضى الله تبارك وتعالى
عنهما من رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانت أعظم من منزلة أم
حبيبة بنت أبى سفيان رضى الله تبارك وتعالى عنه , ومع ذلك فلم
يدع أحد من إخوتها بخال المؤمنين ، فكيف يطلق على معاوية بن
أبى سفيان رضى الله تبارك وتعالى عنه : خال المؤمنين ؟ ومنزلته
ومنزلة أبيه من رسول الله صلى الله عليه وسلّم دون منزلة عبد الله
بن
عمر , ومكانة عبد الله من العلم والورع والسابقة مكانة ، وهذه
عائشة رضى الله تبارك وتعالى عنها تقول وقد قالت لها امرأة يا أمه :
لست لك بأم ، إنما أنا أم رجالكم , فعلمتنا بذلك معنى الأمومة
تحريم نكاحهن ...)) .
وقال الإمام الذهبي : ((وقد تنازع العلماء في إخوتهن هل يقال
لأحدهم خال المؤمنين , فجوز ذلك بعضهم , ولو جوزنا ذلك لاتسع
الخرق , ولكثر أخوال المؤمنين وخالاتهم , ولقيل في أبي بكر وعمر
جد المؤمنين , ولحرم التزوج بخالات المؤمنين , وهذا لا يقوله بشر ,
وذلك أنه لم يثبت لأزواجه صلى الله عليه وسلم أحكام النسب ,
وإنما ثبت لهن الحرمة والإسم , وتحريم نكاحهن دون المحرمية .
وإنما قال هذا بعض السنة في معاوية خاصة لما رأوا من استحلال
الرافضة لعنه وتكفيره ))
No comments:
Post a Comment