Saturday, October 17, 2015

الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

الحَكَمُ بْنُ أَبِي العَاصِ الأُمَوِيُّ

(ب د ع) الحَكَمُ بن أبي العَاص بن أميَّة بن عَبْد شَمْس بن عبد مناف، القرشي الأموي، أبو مروان بن الحكم، يعد في أهل الحجاز، عم عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أسلم يوم الفتح. 

روى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن قيس بن حبتر، عن بنت الحكم بن أبي العاص، أنها قالت للحكم: ما رأيت قومًا كانوا أسوأ رأيًا وأعجز في أمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم منكم يا بني أمية، فقال: لا تلومينا يا بُنَية؛ إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين، قلنا: والله ما نزال نسمع قريشًا تقول: يصلي هذا الصابئ في مسجدنا فتواعدوا له تأخذوه. فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا صوتًا ظننا أنه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاته، ورجع إلى أهله. ثم تواعدنا ليلة أخرى، فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا إحداهما بالأخرى، فحالتا بيننا وبينه، فوالله ما نفعنا ذلك. 

قال أبو أحمد العسكري: بعضهم يقول: هو الحكم بن أبي العاص، وقيل: إنه رجل آخر يقال له: الحكم بن أبي الحكم الأموي. 

أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر البغدادي وغيره، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن أحمد الحريري أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود، أخبرنا محمد بن خلف العسقلاني، أخبرنا معاذ بن خالد، أخبرنا زهير بن محمد، عن صالح بن أبي صالح، حدثني نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: 

كنا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم فمرّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "وَيْلُ لأْمَّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا"(*) .

وهو طريد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نفاه من المدينة إلى الطائف. وخرج معه ابنه مروان، وقيل إن مروان ولد بالطائف، وقد اختلف في السبب الموجب لنفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إياه؛ فقيل: كان يتسمع سر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ويطلع عليه من باب بيته، وإنه الذي أراد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يفقأ عينه بِمدْرَى في يده لما اطلع عليه من الباب، وقيل: كان يحكي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في مشيته وبعض حركاته، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم يتكفأ في مشيته، فالتفت يومًا فرآه وهو يتخلج في مشيته، فقال: "كُنْ كَذَلِكَ" (*) فلم يزل يتعش في مشيته من يومئذ، فذكره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في هجائه لعبد الرحمن بن الحكم فقال: [الكامل]

 إِنَّ اللَّعِينَ أَبُوكَ فَارْمِ  عِظَـامهُ إِنْ تَرْم ِتُرْمَ مُخلَّجـًا مجْنُونا


يُمْسِي خمِيصَ البَطْنِ مِنْ عَمَلِ التُّقَى وَيَظَلُّ مِنْ عَمَلِ الخَبِيثِ بَطِـينا

وأما معنى قول عبد الرحمن: "إن اللعين أبوك.." فروى عن عائشة رضي الله عنها، من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة: أنها قالت لمروان بن الحكم، حين قال لأخيها عبد الرحمن بن أبي بكر، لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية بولاية العهد ما قال، والقصة مشهورة: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه. وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم مع حلمه وإغضائه على ما يكره، ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم، ولم يزل منفيًا حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم فلما ولي أبو بكر الخلافة، قيل له في الحكم ليرده إلى المدينة، فقال: ما كنت لأحل عُقْدَةً عقدها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكذلك عمر، فلما ولي عثمان رضي الله عنهما الخلافة رده، وقال: كنت قد شفعت فيه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فوعدني برده. وتوفي في خلافة عثمان، رضي الله عنه. 

أخرجه الثلاثة

https://www.youtube.com/watch?v=rZReJxx48qI
ص: 476 ] مروان بن الحكم ( خ ) 

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، الملك أبو عبد الملك القرشي الأموي . 

وقيل : يكنى أبا القاسم ، وأبا الحكم . 

مولده بمكة وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر . وقيل : له رؤية ، وذلك محتمل . 

روى عن : عمر ، وعثمان ، وعلي ، وزيد 

وعنه : سهل بن سعد وهو أكبر منه - وسعيد بن المسيب ، وعلي بن الحسين ، وعروة ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله ، ص:477 ] ومجاهد بن جبر ، وابنه عبد الملك 

وكان كاتب ابن عمه عثمان ، وإليه الخاتم ، فخانه ، وأجلبوا بسببه على عثمان ، ثم نجا هو ، وسار مع طلحة والزبير للطلب بدم عثمان ، فقتل طلحةيوم الجمل ، ونجا - لا نجي - ثم ولي المدينة غير مرة لمعاوية 

وكان أبوه قد طرده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف ثم أقدمه عثمان إلى المدينة لأنه عمه . ولما هلك ولد يزيد ؛ أقبل مروان ، وانضم إليهبنو أمية وغيرهم ، وحارب الضحاك الفهري ، فقتله ، وأخذ دمشق ، ثم مصر ، ودعا بالخلافة . 

وكان ذا شهامة ، وشجاعة ، ومكر ، ودهاء ، أحمر الوجه ، قصيرا ؛ أوقص دقيق العنق ، كبير الرأس واللحية ، يلقب : خيط باطل . 

قال الشافعي لما انهزموا يوم الجمل ، سأل علي عن مروان ، وقال : يعطفني عليه رحم ماسة ، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش 

وقال قبيصة بن جابر قلت لمعاوية من ترى للأمر بعدك ؟ فسمى رجالا ، ثم قال : وأما القارئ الفقيه الشديد في حدود الله ، مروان 

قال أحمد كان مروان يتتبع قضاء عمر 

وروى ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : كان مروان أميرا علينا ، فكان يسب رجلا كل جمعة ، ثم عزل بسعيد بن العاص ، وكان سعيد لا يسبه ، ثم أعيد مروان ، فكان يسب ، فقيل للحسن ألا تسمع ما يقول ؟ ص: 478 ] فجعل لا يرد شيئا وساق حكاية . 

قال عطاء بن السائب عن أبي يحيى ، قال : كنت بين الحسن والحسين ومروان ، والحسين يساب مروان ، فنهاه الحسن ، فقال مروان أنتم أهل بيت ملعونون . فقال الحسن ويلك قلت هذا ! والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صلبه ، يعني : قبل أن يسلم . 

وأبو يحيى هذا نخعي لا أعرفه . 

جعفر بن محمد عن أبيه ؛ كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان ولا يعيدان . 

العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلا ، اتخذوا مال الله دولا ، ودين الله دغلا ، وعباد الله خولا 

جاء هذا مرفوعا ، لكن فيه عطية العوفي 

قلت : استولى مروان على الشام ومصر تسعة أشهر ، ومات خنقا ص: 479 ] من أول رمضان سنة خمس وستين . 

قال مالك تذكر مروان ، فقال : قرأت كتاب الله من أربعين سنة ، ثم أصبحت فيما أنا فيه من هرق الدماء وهذا الشأن ؟ ! 

قال ابن سعد كانوا ينقمون على عثمان تقريب مروان وتصرفه . وقاتل يوم الجمل أشد قتال ، فلما رأى الهزيمة رمى طلحة بسهم ، فقتله ، وجرح يومئذ ، فحمل إلى بيت امرأة ، فداووه ، واختفى ، فأمنه علي ، فبايعه ، ورد إلى المدينة وكان يوم الحرة مع مسرف بن عقبة يحرضه على قتال أهلالمدينة 

قال : وعقد لولديه عبد الملك وعبد العزيز بعده ، وزهد الناس في خالد بن يزيد بن معاوية ، ووضع منه ، وسبه يوما ، وكان متزوجا بأمه ، فأضمرت له الشر ، فنام ، فوثبت في جواريها ، وغمته بوسادة قعدن على جوانبها ، فتلف ، وصرخن ، وظن أنه مات فجاءة . 

وقيل : مات بالطاعون .


No comments:

Post a Comment