Sunday, September 27, 2015

لا أشبع الله بطنه

السلام عليكم

دعوة النبي محمد صل الله عليه واله على معاوية بن هند بعدم الشبع في الدنيا وعدم الهناء والراحه

عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان . فجاء رسول الله صل الله عليه واله وسلم فتواريت خلف باب . قال فجاء فحطأني حطأة . وقال " اذهب وادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل . قال ثم قال لي " اذهب فادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل . فقال " لا أشبع الله بطنه " .
المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2604
خلاصة حكم المحدث: صحيح 

ذكر البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس : فأتيت رسول الله صل الله عليه واله فأخبرته فقال في الثالثة : لا أشبع الله بطنه ، قال : فما شبع بطنه ، قال : فما شبع بطنه أبداً ، وروي عن هريم ، عن أبي حمزة في هذا الحديث زيادة تدل على الإستجابة.

جاء في تاريخ ابي الفداء : فقال النبي صل الله عليه واله : لا أشبع اللـه بطنه‏ ‏فبقي لا يشبع وكان يقول :‏ والله ما أترك الطعام شبعاً وإنما أتركه إعياء.‏ 

راجع هذه المصادر الاخرى

ابي الشيخ الاصبهاني في طبقات المحدثين: الطبقة الثامنه

ذكره الالباني في السلسله الصحيحة ص 82 وقال عنه إسناده صحيح 

وفي مسند الطيالسي احاديث النساء 

ادله على انه دعوه النبي صل الله عليه واله (لا اشبع الله بطنه) هي للذم والتحقير ولكشف حقيقته وما في نفسه من كفر وضلال :

عن رافع بن عمرو المزني قال : وأنا غلام ، أرمي نخلنا – أو قال نخل الأنصار - فأتي بي النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال : يا غلام لم ترمي النخل ؟ قال : قلت : آكل . قال : لا ترمي النخل . وكل ما سقط في أسفلها . ثم مسح رأسي ، وقال : اللهم أشبع بطنه.
المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإمتاع- الصفحة: 1/167
خلاصة حكم المحدث: حسن 

هنا نجد ان النبي صل الله عليه واله قد دعى لمصلحه هذا الغلام بأن يشبعه الله تبارك وتعالى.

اورده ابو داوود في سننه ص 2622 

و حسنه ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاه المصابيح ج 3 ص 197

تتمه البحث في حديث لا اشبع الله بطنه

ففي الأمثال للميداني:1/76 ويقولون: آلف من الحمى وآكل من معاوية ومن الرحى. وقال الشاعر: وصاحب لي بطنه كالهاويه كأن في أمعائه معاويه).

وقال آخر: كأنما في جوفها ابن صخر ومعدة هاضمة للصخر.

وقد اتفقوا على أن شحم بطن معاوية تعاظم فلم يستطع القيام فكان يخطب قاعداً (ابن أبي شيبة:2/23، وفتح الباري:2/333وعون المعبود:3/310 ، والأم:1/229، وسبل السلام:2/47 ).

قال ابن كثير في النهاية:6/189: ( قلت: وقد كان معاوية لا يشبع بعدها ، ووافقته هذه الدعوة في أيام إمارته ، فيقال: إنه كان يأكل في اليوم سبع مرات طعاماً بلحم ، وكان يقول: والله لا أشبع وإنما أعيا ).

ماذا يصنعون بالحديث الذي ينفي الإيمان عن هذا النوع المنهوم من الناس؟ فقد اخرج مسلم في صحيحه ص 2061 عن النبي صل الله عليه واله : المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء .

واخرج البخاري في صحيحه ص 5396 عن النبي محمد صل الله عليه واله : يأكل المسلم في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.

قال تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} سورة الحجر الاية 3 

وقال عز وجل : { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ} سورة المرسلات الاية 46 

اقول: ان الحديثين من البخاري ومسلم يُبينان ان معاوية بن ابي سفيان ليس بمؤمن ولا مسلم.

والسلام عليكم





باب المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء 



2060 حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالوا أخبرنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة وابن نمير قالا حدثنا عبيد الله ح وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب كلاهما عننافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
الحاشية رقم: 1
قوله صلى الله عليه وسلم : ( الكافر يأكل في سبعة أمعاء ، والمؤمن يأكل في معى واحد وفي الرواية الأخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام بعد أن أضاف كافرا ، فشرب حلاب سبع شياه ، ثم أسلم من ص: 220 ] الغد ، فشرب حلاب شاة ، ولم يستتم حلاب الثانية . قال القاضي : قيل : إن هذا في رجل بعينه ، فقيل له على جهة التمثيل ، وقيل : إن المراد أن المؤمن يقتصد في أكله ، وقيل : المراد المؤمن يسمي الله تعالى عند طعامه ، فلا يشركه فيه الشيطان ، والكافر لا يسمي فيشاركه الشيطان فيه . وفي صحيح مسلم إن الشيطان يستحل الطعام ألا يذكر اسم الله تعالى عليه ) . 

قال أهل الطب : لكل إنسان سبعة أمعاء : المعدة ، ثم ثلاثة متصلة بها رقاق ، ثم ثلاثة غلاظ . فالكافر لشرهه وعدم تسميته ص: 221 ] لا يكفيه إلا ملؤها ، والمؤمن لاقتصاده وتسميته يشبعه ملء أحدها ، ويحتمل أن يكون هذا في بعض المؤمنين وبعض الكفار ، وقيل : المراد بالسبعة سبع صفات : الحرص والشره ، وطول الأمل ، والطمع ، وسوء الطبع ، والحسد ، والسمن . وقيل : المراد بالمؤمن هنا تام الإيمان ، المعرض عن الشهوات ، المقتصر على سد خلته ، والمختار أن معناه بعض المؤمنين يأكل في معى واحد ، وأن أكثر الكفار يأكلون في سبعة أمعاء ، ولا يلزم أن كل واحد من السبعة مثل معى المؤمن . والله أعلم . 

قال العلماء : ومقصود الحديث التقلل من الدنيا ، والحث على الزهد فيها ، والقناعة مع أن قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل ، وكثرة الأكل بضده . وأما قول ابن عمر في المسكين الذي أكل عنده كثيرا : لا يدخلن هذا علي . فإنما قال هذا لأنه أشبه الكفار ، ومن أشبه الكفار كرهت مخالطته لغير حاجة أو ضرورة ، ولأن القدر الذي يأكله هذا يمكن أن يسد به خلة جماعة . وأما الرجل المذكور في الكتاب الذي شرب حلاب سبع شياه فقيل : هوثمامة بن أثال ، وقيل : جهجاه الغفاري ، وقيل : نضرة بن أبى نضرة الغفاري والله أعلم . 


السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


قَالَ رَسُولَ اللَّهِ  : مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ . رواه الترمذي وصححه الألباني

١- قَوْلُهُ : ( مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً ) أَيْ ظَرْفًا ( شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ) صِفَةُ وِعَاءٍ ، جَعَلَ الْبَطْنَ أَوَّلًا وِعَاءً كَالْأَوْعِيَةِ الَّتِي تُتَّخَذُ ظُرُوفًا لِحَوَائِجِ الْبَيْتِ تَوْهِينًا لِشَأْنِهِ ثُمَّ جَعَلَهُ شَرَّ الْأَوْعِيَةِ ؛ لِأَنَّهَا اسْتُعْمِلَتْ فِيمَا هِيَ لَهُ وَالْبَطْنُ خُلِقَ لِأَنْ يَتَقَوَّمَ بِهِ الصُّلْبُ بِالطَّعَامِ وَامْتِلَاؤُهُ يُفْضِي إِلَى الْفَسَادِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا فَيَكُونُ شَرًّا مِنْهَا ( بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ ) مُبْتَدَأٌ أَوِ الْبَاءُ زَائِدَةٌ أَيْ يَكْفِيهِ وَقَوْلُهُ ( أُكُلَاتٌ ) بِضَمَّتَيْنِ خَبَرُهُ نَحْوُ قَوْلِهِ : بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ وَالْأُكْلَةُ بِالضَّمِّ اللُّقْمَةُ أَيْ يَكْفِيهِ هَذَا الْقَدْرُ فِي سَدِّ الرَّمَقِ وَإِمْسَاكِ الْقُوَّةِ ( يُقِمْنَ ) مِنَ الْإِقَامَةِ ( صُلْبَهُ ) أَيْ ظَهْرَهُ تَسْمِيَةً لِلْكُلِّ بِاسْمِ جُزْئِهِ ، كِنَايَةً عَنْ أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ مَا يَحْفَظُهُ مِنَ السُّقُوطِ وَيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الطَّاعَةِ ( فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَيُضَمُّ ، أَيْ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ التَّجَاوُزِ عَمَّا ذَكَرَ فَلْتَكُنْ أَثْلَاثًا ( فَثُلُثٌ ) أَيْ فَثُلُثٌ يَجْعَلُهُ ( لِطَعَامِهِ ) أَيْ مَأْكُولِهِ (وَثُلُثٌ ) يَجْعَلُهُ ( لِشَرَابِهِ ) أَيْ مَشْرُوبِهِ ( وَثُلُثٌ ) يَدَعُهُ ( لِنَفَسِهِ ) بِفَتْحِ الْفَاءِ أَيْ يُبْقِي مِنْ مِلْئِهِ قَدْرَ الثُّلُثِ لِيَتَمَكَّنَ مِنَ التَّنَفُّسِ وَيَحْصُلُ لَهُ نَوْعُ صَفَاءٍ وَرِقَّةٍ وَهَذَا غَايَةُ مَا اخْتِيرَ لِلْأَكْلِ وَيَحْرُمُ الْأَكْلُ فَوْقَ الشِّبَعِ . وَقَالَ الطِّيبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- : أَيِ الْحَقُّ الْوَاجِبُ أَنْ لَا يَتَجَاوَزَ عَمَّا يُقَامُ بِهِ صُلْبُهُ لِيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنْ أَرَادَ الْبَتَّةَ التَّجَاوُزَ فَلَا يَتَجَاوَزُ عَنِ الْقَسْمِ الْمَذْكُورِ .

٢- فصل : المفسد الرابع من مفسدات القلب : الطعام : والمفسد له من ذلك نوعان : أحدهما ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات وهي نوعان : محرمات لحق الله كالميتة والدم ولحم الخنزير وذي الناب من السباع والمخلب من الطير ومحرمات لحق العباد كالمسروق والمغصوب والمنهوب وما أخذ بغير رضى صاحبه إما قهرا وإما حياء وتذمما والثاني : ما يفسده بقدره : وتعدي حده كالإسراف في الحلال والشبع المفرط فإنه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها والتأذى بثقلها وقوى عليه مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان ووسعها فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقها والشبع يطرقها ويوسعها ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا وفي الحديث المشهور : ما ملأ
مه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ويحكى أن إبليس لعنه الله عرض ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له يحيى : هل نلت مني شيئا قط قال : لا إلا أنه قدم إليك الطعام ليلة فشهيته إليك حتى شبعت منه فنمت عن وردك فقال يحيى : الله علي أن لا أشبع من طعام أبدا فقال إبليس : وأنا لله علي أن لا أنصح آدمي أبدا 

7 videos about this hadeeth alone ? 


http://www.alshiatube.com/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%B4%D8%A8%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B7_ff819a803.html

لعن النبي (صلى الله عليه وآله) لمعاوية والحكم

           

   
    
   
مرّ في المبحث السابق أن الإمام النسائي قد عرّض بحديث "لا أشبع الله بطنه" بمثلبة من مثالب معاوية، إلاّ أن العجب أن تجد بعض الائمة الحفّاظ يصرون على تحويل هذه المثالب واللعنات على معاوية الى مناقب له! وحديث لا أشبع الله بطنه أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتواريت خلف الباب، قال: فجاء فحطأني حطأة، وقال: (إذهب وادع لي معاوية) قال: فجئت فقلت: هو يأكل! قال: ثم قال لي: (اذهب فادع لي معاوية). قال: فجئت فقلت: هو يأكل! فقال: (لا أشبع الله بطنه)(1).
قال الذهبي - بعد ذكر هذا الحديث- لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي (صلى الله عليه وآله): (اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة)(2).
أما إبن كثير، فلم يكتف بذلك، فقال بعد أن أورد هذا الحديث:
وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه واُخراه! أما في دنياه فانه لما صار الى الشام أميراً، كان يأكل في اليوم سبع مرّات! يُجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل، فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئاً كثيراً، ويقول: والله لا أشبع وإنما أعيا!
وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك! وأما في الآخرة، فقد اتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي راوه البخاري وغيرهما من غير وجه عن عدد من الصحابة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة"!(3).
يقول ابن كثير هذا القول، وهو الإمام المفسر للقرآن الكريم، متناسياً قوله في تفسير قوله تعالى (وَكُلوا واشرَبوا ولا تُسرفُوا إنَّهُ لا يُحبُّ المسرفينَ)(4).
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا سليمان بن سليم الكلبي، حدثنا يحيى بن جابر الطائي، سمعت المقدام بن معد يكرب الكندي العبدي، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فان كان فاعلا لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، ورواه النسائي والترمذي من طرق عن يحيى بن جابر وقال الترمذي: حسن، وفي نسخة حسن صحيح...(5)
كما ونقل ابن كثير عن المحدثين تخريجهم لحديث يناقض قوله أيضاً، وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله): (إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)!!(6).
هذا مع العلم أن الفطرة الانسانية تنفر بطبعها من الإنسان النهم الذي يفرط في الأكل، فكيف يمدح النبي (صلى الله عليه وآله) معاوية بخصلة تنفر منها طباع البشر! لكن ابن كثير يصر على جعل هذه المثلبة منقبة لمعاوية! أما كيف انتفع معاوية بلعن النبي (صلى الله عليه وآله) له في الآخرة! فذلك أعجب وأغرب، إذ أن من المعلوم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد لعن بعض الصحابة، بل إنه لعن قبائل بأكملها، كما جاء عن الحسن بن علي أنه قال لأبي الأعور الصالحي: ويحك! ألم يلعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان!(7).
كما ولعن النبي (صلى الله عليه وآله) أشخاصاً بأسمائهم أو بأوصافهم، كما عن سفينة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان جالساً فمرّ رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق، فقال: (لعن الله القائد والسائق والراكب)(8).
ومن المعلوم أن الراكب الذي أضمر الرواة اسمه هو أبو سفيان وأن السائق والقائد هما إبناه معاوية ويزيد!
وهذه الروايات وأمثالها قد أوقعت الجمهور في حيرة عظيمة، لأنها تتنافى مع مكانة الصحابة عند الجمهور، إذ من المعلوم أن لعن النبي (صلى الله عليه وآله) لأي شخص يجعله عرضة لنقمة الله وسخطه، فلم يجدوا إزاء ذلك إلاّ اللجوء الى تبرير ذلك كله بروايات ادعوا أنها جاءت عن النبي (صلى الله عليه وآله)، بأن لعنه لاُولئك الأشخاص، إنما هو زكاة ورحمة لهم! رغم أن تصرف بعض الصحابة ممن تنسب إليهم هذه الروايات يناقضها تماماً كما سيأتي.
لقد أخرج المحدّثون هذه الروايات عن بعض الصحابة كأبي هريرة واُم المؤمنين عائشة وغيرهما، فمن تلك الروايات نختار رواية عائشة، قالت: دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلان، فكلّماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه; فلعنهما وسبّهما! فلما خرجا قلت: يا رسول الله، من أصاب من الخير شيئاً، ما أصابه هذان، قال: "وما ذاك؟". قالت، قلت: لعنتهما وسببتهما. قال: (أو ما علمت ما شارطت ربي عليه؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي مسلم لعنته، أو سببته فاجعله له زكاة وأجراً)!(9).
ومن الطريف أن الإمام مسلم استثنى في هذا الباب من هذه اللعنة من ليس لها أهلا، ولا أدري هل أن معاوية أهل للعن بعد كل ما عرضنا من أحواله أم لا!
والأغرب من كل ذلك أن تروي اُم المؤمنين عائشة هذا الحديث، وتعيّر مروان بن الحكم -في نفس الوقت- بأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد لعنه وهو في صلب أبيه! فلو كانت عائشة تعلم أن اللعن زكاة له ورحمة، لما عيّرته به! كما وأن ابن الزبير -وهو منافس لآل الحكم على الخلافة وعدّوهم- يذكر لعن النبي (صلى الله عليه وآله) 
لآل الحكم، فعن الشعبي، قال: سمعت عبدالله بن الزبير وهو مستند الى الكعبة وهو يقول: ورب هذه الكعبة، لقد لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلاناً وما ولد من صلبه، رواه أحمد والبزار إلاّ أنه قال: لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) (10).
وعن عبدالله بن عمر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أشار الى الحكم وقال: إن هذا سيخالف كتاب الله وسنة نبيه، وسيخرج من صلبه فتى يبلغ دخانها السماء، فقال ناس من القوم: هو أقل وأذل من أن يكون هذا منه. قال: (بلى، وبعضكم يومئذ شيعته!!)(11).
وقال ابن حجر: وبسند رجاله رجال الصحيح، عن عبدالله بن عمر(رضي الله عنه)أنه قال: (ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين، فوالله ما زلت أتشوف داخلا وخارجاً حتى دخل فلان، وكنت قد تركت عمراً يلبس ثيابه ليقبل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم أزل مشفقاً أن يكون أول من يدخل، فدخل الحكم بن أبي العاص)(12).
وعن عمرو بن مرة قال: استأذن الحكم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فعرف صوته فقال: (ائذنوا له. لعنة الله عليه وعلى من يخرج من صلبه إلاّ المؤمنين، وقليل ما هم، ذوو مكر وخديعة يعطون الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق)(13).
وعن محمد بن كعب القرظي، أنه قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحكم وما ولد، إلاّ الصالحين، وهم قليل(14).
وعن نصر بن حازم الليثي عن أبيه، قال: دخلت مسجد المدينة فاذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، قال: قلت: ماذا؟ قالوا: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب على منبر، فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لعن الله القائد لهذه الاُمة من فلان ذي الإستاه)(15).
وهنا ينبري ابن حجر الهيثمي المكي للدفاع عن الحكم وغيره ممن شملتهم لعنة النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول:
صحّ أنه (صلى الله عليه وآله) لعن الحكم وبنيه إلاّ الصالح منهم... على أنه مرّ أن لعنه لمن لا يستحق اللعن من اُمته طهارة ورحمة!(16).
وهنا أيضاً لا نعلم كيف يستثني النبي (صلى الله عليه وآله) الصالحين مِن ولد الحكم من هذه الزكاة والأجر والرحمة، مع أن الصالحين هم أحوج إليها وأكثر استحقاقاً لها من غير الصالحين! كما ولا أدري كيف علم ابن حجر المكي أن الحكم وبنوه غير مستحقين لتلك اللعنة، بعدما علمنا من أحوالهم فيما سبق ما علمنا!
أليس كل هذا يثبت أن عائشة اُم المؤمنين لم تسمع بهذا الكلام من النبي (صلى الله عليه وآله) ولا روته عنه، وإنما هي روايات اختلقها الوضاعون تقرباً لمعاوية وبني اُمية، بهدف إزالة هذه اللطخة التي تسبب لهم العار والشنار على جباههم بعد ما أصبحوا ملوكاً على رقاب الناس!

Saturday, September 26, 2015

عدنان إبراهيم : معاوية متورط في قتل عثمان

عدنان إبراهيم : معاوية متورط في قتل عثمانhttps://www.youtube.com/watch?v=ZCcDdvtZgL4

بيان انحراف ابن تيمية عن سيدنا علي رضي الله عنه


http://ibnoutaymiyya.com/2014/08/05/1-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B1%D8%B6%D9%8A/



1) بيان انحراف ابن تيمية عن سيدنا علي رضي الله عنه


Ibn Taymiya et l'imam Ali

بيان انحراف ابن تيمية عن سيدنا علي رضي الله عنه

الجزء الاول

ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة أن ابن تيمية خطّأ أمير المؤمنين عليًّا كرّم الله وجهه في سبعة عشر موضعًا خالف فيها نص الكتاب، وأن العلماء نسبوه إلى النفاق لقوله هذا في علي كرّم الله وجهه، ولقوله أيضًا فيه: إنه كان مخذولا، وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة.
3 ibn-hajar-ad-dourarou-l-kaminah-p93   2 ibn-hajar-ad-dourarou-l-kaminah-p92   1 ibn-hajar-ad-dourarou-l-kaminah (1)
وقد ذكر ابن تيمية ذلك في كتابه المنهاج فقال ما نصه: «وليس علينا أن نبايع عاجزًا عن العدل علينا ولا تاركًا له، فأئمة السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأمورًا به لا واجبًا ولا مستحبًّا» اهـ.ـ
ويقول في موضع ءاخر ما نصه: «…وإن لم يكن علي مأمورًا بقتالهم ولا كان فرضًا عليه قتالهم بمجرد امتناعهم عن طاعته مع كونهم ملتزمين شرائع الإسلام»اهـ.
6 ibn taymiya al harrani   5 ibn-taymiyya-al-minhaj-tome-2-p290   4 ibn taymiya
ويقول في نفس الكتاب بعد ذكره أن قتال علي في صفّين والجمل كان بالرأي ولم يكن علي مأمورًا بذلك ما نصه: «…فلا رأي أعظم ذمًّا من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا في دنياهم بل نقص الخير عمّا كان وزاد الشر على ما كان…» اهـ.
8 ibn taymiyah al moujassim   7 - ibn taymiyah al moujassim
ويقول: «وأما الإجماع فقد تخلَّف عن بيعته والقتال معه نصف الأمة أو أقل أو أكثر، والنصوص الثابتة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم تقتضي أن ترك القتال كان خيرًا للطائفتين، وأن القعود عن القتال كان خيرًا من القيام فيه، وأن عليًّا مع كونه أولى بالحق من معاوية لو ترك القتال لكان أفضل وأصلح وخيرًا» اهـ.
10 ibn taymiyah al moujassim   9 ibn taymiyah al moujassim
ويقول: «والمقصود هنا أن ما يُعتذر به عن علي فيما أُنكر عليه يُعتذر بأقوى منه في عثمان، فإن عليًّا قاتل على الولاية وقُتل بسبب ذلك خلق كثير عظيم، ولم يحصل في ولايته لا قتال للكفار ولا فتح لبلادهم ولا كان المسلمون في زيادة خير» اهـ.ـ ويقول: «ولم يكن كذلك علي فإن كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه» اهـ.ـ ويقول: «والذي عليه أكابر الصحابة والتابعين أن قتال الجمل وصفين لم يكن من القتال المأمور به، وأن تركه أفضل من الدخول فيه، بل عدُّوه قتال فتنة، وعلى هذا جمهور أهل الحديث وجمهور أئمة الفقهاء» اهـ.ـ ويقول: «ولهذا كان علماء الأمصار على أن القتال كان قتال فتنة، وكان من قعد عنه أفضل ممن قاتل فيه، وهذا مذهب مالك وأحمد وأبي حنيفة والأوزاعي بل والثوري ومن لا يحصى عدده» اهـ.ـ
16 ibn taymiyah al moujassim 15 ibn taymiyah al moujassim 14 ibn taymiyah al moujassim 13 ibn taymiyah al moujassim 12 ibn taymiyah al moujassim 11 ibn taymiyah al moujassim
ويقول: «وخلافة علي اختلف فيها أهل القبلة، ولم يكن فيها زيادة قوة للمسلمين ولا قهر ونقص للكافرين» اهـ.ـ
18 ibn taymiyah al moujassim   17 ibn taymiyah al moujassim
ويقول أيضًا ما نصه بعد كلام: «وسائر الأحاديث الصحيحة تدل على أن القعود عن القتال والإمساك عن الفتنة كان أحب إلى الله ورسوله، وهذا قول أئمة السنة وأكثر أئمة الإسلام» اهـ.ـ
20 ibn taymiyah al moujassim   19 ibn taymiyah al moujassim
فقوله: «إنه ما كان القتال مأمورًا به لا واجبًا ولا مستحبًّا»، وقوله: «لو ترك القتال لكان أفضل وأصلح وخيرًا» مخالف لما رواه النسائي بالإسناد الصحيح في الخصائص عن علي رضي الله عنه أنه قال: «أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين». والناكثون هم الذين قاتلوه في وقعة الجمل، والقاسطون هم الذين قاتلوه في صفّين، والمارقون هم الخوارج، وهذا الحديث إسناده صحيح ليس فيه كذاب ولا فاسق كما ادعى ابن تيمية.ـ
وكلامه هذا أيضًا ردّ لقول الله تعالى: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [سورة الحجرات] ، وقد اتفق العلماء على أن عليّا رضي الله عنه هو أوّل من قاتل البغاة فشغل بهم عن قتال الكفار المعلنين اليهود وغيرهم حتى قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: «أخذنا أحكام البغاة من سِيَر علي».ـ
وأيضًا فيه ردّ لحديث الحاكم وابن حبان والنسائي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن منكم من يقاتل على تأويل القرءان كما قاتلتُ على تنزيله» ، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله، قال: «لا» ، فقال عمر: أنا يا رسول الله، قال: «لا، ولكنه خاصف النعل» . (وكان علي يخصف نعله).ـ
22 al moustadrak   21 Al hakim
24 naçai   23 naçai
قال ابن تيمية في نقد مراتب الإجماع ما نصه: «قال – يعني ابن حزم – واتفقوا أن الإمام إذا كان من ولد عليّ وكان عدلا ولم يتقدم بيعته بيعة أخرى لإنسان حيّ وقام عليه من هو دونه أن قتال الآخر واجب، قال ابن تيمية: قلت: ليس للأئمة في هذه بعينها كلام ينقل عنهم ولا وقع هذا في الإسلام إلا أن يكون في وقعة علي ومعاوية، ومعلوم أن أكثر علماء الصحابة لم يروا القتال مع واحد منهما وهو قول جمهور أهل السنّة والحديث وجمهور أهل المدينة والبصرة وكثير من أهل الشام ومصر» اهـ. هذا نصه في التعليق على مراتب الإجماع وهو افتراء ظاهر على العلماء.ـ
26 ibn taymiyah al moujassim   25 ibn taymiyah al moujassim
نقول: إن عليًّا رضي الله عنه خليفة راشد واجب الطاعة على المؤمنين لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [سورة النساء] . وهذا الذي فهمه الصحابة من كان منهم بدريًّا ومن كان منهم أحديًّا وكل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لأنه لم يكن مع معاوية واحد من هؤلاء. والرسول صلى الله عليه وسلم زكَّى قتال عليّ في جميع الوقائع بدليل ما أوردناه من الآيات والأخبار، نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الإمام أبي القاسم الرافعي محرر مذهب الشافعي ما نصّه: «وثبت أن أهل الجمل وصفين والنهروان بغاةٌ» اهـ. قال الحافظ عقب قول الرافعي هذا: «هو كما قال، ويدل عليه: «أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين» رواه النسائي في الخصائص والبزار والطبراني. والقاسطين أهل الشام لأنهم جاروا عن الحق في عدم مبايعته» اهـ.ـ
28 asqalani   27 asqalani
وروى البيهقي في كتاب الاعتقاد بإسناده المتصل إلى محمد بن إسحـق وهو ابن خزيمة قال: «وكلُّ من نازع أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب في إمارته فهو باغ، على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن إدريس – يعني الشافعي – رحمه الله» اهـ.
30 bayhaqi   29 bayhaqi
وقال الحافظ في الفتح ما نصه: «وقد ثبت أن من قاتل عليّا كانوا بغاة» اهـ. ويؤيد هذا ما رواه الحاكم في المستدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير: «لتقاتلنَّه وأنت ظالم له» .
32 ibn hajar   31 ibn hajar
34 moustadrak   33 moustadrak
فإذا كان الرسول اعتبر الزبير ظالمًا مع ما له من الفضل لأنه كان مع مقاتليه جزءًا من النهار، فكيف يقال عن هذا القتال الذي وصف الرسول مقاتلي علي فيه بالظلم والبغي: إنه ليس بواجب ولا مستحب، أليس هذا يدل على أن أحمد بن تيمية في قلبه ضغينة على سيدنا علي، ألا يعرف في نفسه أن قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [سورة الحجرات] يعود إلى الخليفة في قتال من بغى عليه، وكيف يقال لمن أطاع الله تعالى في أمره إنّ فعله ليس بواجب ولا مستحب، ومن المعلوم بالضرورة عند المسلمين أن قتال الخليفة لمن بغى عليه أمر مشروع بل فرض إذا لم تنكف الفئة الباغية، فانظروا كيف جعل ابن تيمية الامتثال لأمر الله لغوًا.ـ
ويكفي أيضًا لإثبات ذلك الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار» أخرجه البخاري في كتاب الصلاة بهذا اللفظ، ورواه في موضع ءاخر في الجهاد والسير بلفظ: «يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار» ورواه ابن حبان أيضًا باللفظ الذي رواه البخاري في كتاب الصلاة، وروى ابن حبان في صحيحه عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقتل عمارًا الفئة الباغية» ، وفيه أيضًا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويح ابن سُميَّة تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» ، فالحديث بروايتيه من أصح الصحيح، فعمار الذي كان في جيش علي داعٍ إلى الجنة بقتاله مع علي، فعلي داع إلى الجنة بطريق الأولى. ورواية الطبراني فيها زيادة وهي: «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الحق» . وعمّار ما نال هذا الفضل إلا بكونه مع علي، فهو وجيشه دعاة إلى الجنة ومقاتلوهم دعاة إلى النار. فلو لم يكن إلا حديث البخاري هذا لكفى في تكذيب قول ابن تيمية: إن القتال مع علي ليس واجبًا ولا مستحبًّا، فهذا إنكار لما علم من الدين بالضرورة وردّ للنص، والرسول زكّى قتال علي في جميع الوقائع.ـ
قال المناوي في شرح الجامع الصغير ما نصه: « (ويح عمار) بالجر على الإضافة وهو ابن ياسر (تقتله الفئة الباغية) قال القاضي في شرح المصابيح: يريد به معاوية وقومه اهـ وهذا صريح في بغي طائفة معاوية الذين قتلوا عمارًا في وقعة صفين وأن الحق مع علي وهو من الإخبار بالمغيبات (يدعوهم) أي عمار يدعو الفئة وهم أصحاب معاوية الذين قتلوه بوقعة صفين في الزمان المستقبل (إلى الجنة) أي إلى سببها وهو طاعة الإمام الحق (ويدعونه إلى) سبب (النار) وهو عصيانه ومقاتلته، قالوا: وقد وقع ذلك في يوم صفين دعاهم فيه إلى الإمام الحق ودعوه إلى النار وقتلوه فهو معجزة للمصطفى وعلم من أعلام نبوته. وإن قول بعضهم: المراد أهل مكة الذين عذبوه أول الإسلام فقد تعقبوه بالرد قال القرطبي: وهذا الحديث من أثبت الأحاديث وأصحها ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال: إنما قتله من أخرجه فأجابه علي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن قتل حمزة حين أخرجه. قال ابن دحية: وهذا من علي إلزام مفحم لا جواب عنه وحجة لا اعتراض عليها، وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن عليًّا مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم، وقال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة: أجمعوا أن عليًّا مصيب في قتاله أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين معاوية وعسكره اهـ.ـ (تتمة) في الروض الأنف أن رجلاً قال لعمر رضي الله تعالى عنه: رأيت الليلة كأن الشمس والقمر يقتتلان ومع كل نجوم قال عمر: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر قال: كنت مع الآية الممحوة اذهب ولا تعمل لي عملاً أبدًا فعزله فقُتل يوم صفين مع معاوية واسمه حابس بن سعد» اهـ.ـ
37 mounawi   36 Mounawi   35 mounawi
وقال الشيخ ملا علي القاري الحنفي ما نصه: «(تقتلك الفئة الباغية) أي الجماعة الخارجة على إمام الوقت وخليفة الزمان، قال الطيبي: ترحم عليه بسبب الشدة التي يقع فيها عمار من قبل الفئة الباغية يريد به معاوية وقومه فإنه قُتل يوم صفين، وقال ابن الملك: اعلم أن عمّارًا قتله معاوية وفئته فكانوا طاغين باغين بهذا الحديث لأن عمارًا كان في عسكر علي وهو المستحق للإمامة فامتنعوا عن بيعته. وحكي أن معاوية كان يؤوّل معنى الحديث ويقول: نحن فئة باغية طالبة لدم عثمان وهذا كما ترى تحريف إذ معنى طلب الدم غير مناسب هنا لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر الحديث في إظهار فضيلة عمار وذم قاتله لأنه جاء في طريقٍ «ويح» قلت: ويح كلمة تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها فيترحم عليه ويرثى له بخلاف ويل فإنها كلمة عقوبة تقال للذي يستحقها ولا يترحم عليه، هذا وفي الجامع الصغير برواية الإمام أحمد والبخاري عن أبي سعيد مرفوعًا: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» وهذا كالنص الصريح في المعنى الصحيح المتبادِر من البغي المطلق في الكتاب كما في قوله تعالى {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [سورة النحل] وقوله سبحانه {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى} [سورة الحجرات] فإطلاق اللفظ الشرعي على إرادة المعنى اللغوي عدول عن العدل وميل إلى الظلم الذي هو وضع الشىء في غير موضعه.ـ
والحاصل أن البغي بحسب المعنى الشرعي والإطلاق العرفي خصص عموم معنى الطلب اللغوي إلى طلب الشر الخاص بالخروج المنهي فلا يصح أن يراد به طلب دم خليفة الزمان وهو عثمان رضي الله عنه. وقد حكي عن معاوية تأويل أقبح من هذا حيث قال: إنما قتله علي وفئته حيث حمله على القتال وصار سببًا لقتله في المآل فقيل له في الجواب: فإذن قاتل حمزة هو النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان باعثًا على ذلك، والله سبحانه وتعالى حيث أمر المؤمنين بقتال المشركين. والحاصل أن هذا الحديث فيه معجزات ثلاث إحداها أنه سيقتل وثانيها أنه مظلوم وثالثها أن قاتله باغ من البغاة والكل صدق وحق» اهـ.ـ
ثم قال: «قلت: فإذا كان الواجب عليه أن يرجع عن بغيه بإطاعته الخليفة ويترك المخالفة وطلب الخلافة المنيفة فتبين بهذا أنه كان في الباطن باغيًا وفي الظاهر متسترًا بدم عثمان مراعيًا مرائيًا فجاء هذا الحديث عليه ناعيًا وعن عمله ناهيًا لكن كان ذلك في الكتاب مسطورًا فصار عنده كل من القرءان والحديث مهجورًا، فرحم الله من أنصف ولم يتعصب ولم يتعسف وتولى الاقتصاد في الاعتقاد لئلا يقع في جانبي سبيل الرشاد من الرفض والنصب بأن يحب جميع الآل والصحب» اهـ.ـ
40 al qari   39 al qari   38 al qari
قال اللغوي ابن منظور في لسان العرب ما نصه: «والبغي: التعدي، وبغى الرجل علينا بغيًا: عَدَل عن الحق واستطال» اهـ، وقال الأزهري: معناه الكبر، والبغي: الظلم والفساد ثم قال: والفئة الباغية هي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام العادل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: «ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية» اهـ.ـ
وكيف يقول إنه لم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا في دنياهم وعلي كان داعيًا إلى الجنة ومن قاتل معه فله أجر ومن خالفه فهو باغ ظالم، فكيف يقول ابن تيمية هذا فيمن سمّاه الرسول داعيًا إلى الجنّة.ـ
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه: «فائدة: روى حديث: «تقتل عمارًا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة منهم قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة ءاخرين يطول عدهم. وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن عليًّا لم يكن مصيبًا في حروبه» اهـ.ـ
42 ibn hajar   41 ibn hajar
ومما يدل على طعنه في علي ما ذكره في منهاجه ونصه: «وأما قوله: «إنه بالغ في محاربة علي» فلا ريب أنه اقتتل العسكران عسكر علي ومعاوية بصفين ولم يكن معاوية ممن يختار الحرب ابتداء بل كان من أشد الناس حرصًا على أن لا يكون قتال، وكان غيره أحرص على القتال منه» اهـ، ثم يزيد في الافتراء مدعيًا أن من الذين قاتلوه قاتلوه بالنص والإجماع فيقول[(607)]: «كما أننا لا ننكر أن عليًّا ولى أقاربه وقاتل وقتل خلقًا كثيرًا من المسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويصلون لكن من هؤلاء من قاتله بالنص والإجماع» اهـ.ـ
44 ibn taymiyah al moujassim   43 ibn taymiyah al moujassim
46 ibn taymiyah al moujassim    45 ibn taymiyah al moujassim
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه[(608)]: «ودلَّ حديث: «تقتل عمارًا الفئة الباغية» على أن عليًّا كان المصيب في تلك الحرب لأن أصحاب معاوية قتلوه، وقد أخرج البزار بسند جيد عن زيد بن وهب قال: «كنا عند حذيفة فقال: كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف، قالوا: فما تأمرنا، قال: انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فإنها على الحق». وأخرج يعقوب بن سفيان بسند جيد عن الزهري قال: لما بلغ معاوية غلبة عليّ على أهل الجمل دعا إلى الطلب بدم عثمان فأجابه أهل الشام، فسار إليه علي فالتقيا بصفين»، وقد ذكر يحيى بن سليمان الجعفي أحد شيوخ البخاري في كتاب صفين في تأليفه بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: «أنت تنازع عليًّا في الخلافة أَوَ أنت مثله؟، قال: لا، وإني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلومًا وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمهِ، فأتوا عليًّا فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان، فأتوه فكلموه فقال: يدخل في البيعة ويحاكمهم إلي، فامتنع معاوية، فسار علي في الجيوش من العراق حتى نزل بصفين، وسار معاوية حتى نزل هناك وذلك في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، فتراسلوا فلم يتم لهم أمر، فوقع القتال إلى أن قتل من الفريقين فيما ذكر ابن أبي خيثمة في تاريخه نحو سبعين ألفًا، وقيل: كانوا أكثر من ذلك»، اهـ، ثم قال الحافظ: «وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي الرضا سمعت عمارًا يوم صفين يقول: «من سرَّه أن يكتنفه الحور العين فليتقدم بين الصفين محتسبًا»، ومن طريق زياد بن الحارث: كنت إلى جنب عمار فقال رجل: كفر أهل الشام، فقال عمار: لا تقولوا ذلك نبينا واحد، ولكنهم قوم حادوا عن الحق فحقَّ علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا» اهـ.ـ
48 ibn hajar   47 Ibn hajar
وقد نصّ الإمام أبو الحسن الأشعري على أن مقاتلي علي ءاثمون، وأن ثلاثة منهم مغفور لهم: طلحة والزبير وعائشة، ومن سواهم خطؤهم مجوّز الغفران. نقل عنه ذلك الإمام أبو بكر بن فورك أحد رءوس الأشاعرة القدماء فيما جمعه من كلام أبي الحسن. وفي إنكار ابن تيمية حقية قتال علي لهؤلاء الذين أوغروا صدره واستمروا على ذلك ثلاثة أشهر، وسفكوا دماء أكثر من عشرين ألف نفس فيهم أحد السبعة الذين أسلموا أوَّلا وهو عمار كما أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه وغيره، وفيهم من شهد له الرسول بأنه خير التابعين أُويس القرني دليل على أن ابن تيمية كان في نفسه شىء على علي رضي الله عنه. فإذا كان لا يجوز الخروج على أي خليفة عدل بالإجماع فماذا يقال في الخارجين على علي وهو خير أهل الأرض في عهده بلا خلاف.ـ