Wednesday, September 2, 2015

لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما

 عرض جيوش الرسول أمام أبي سفيان 

قال : ومرت القبائل على راياتها ، كلما مرت قبيلة قال : يا عباس ، من هذه ؟ فأقول : سليم ، فيقول : مالي ولسليم ، ثم تمر القبيلة فيقول : يا عباس ، من هؤلاء ؟ فأقول : مزينة ، فيقول : مالي ولمزينة ، حتى نفدت القبائل ، ما تمر به قبيلة إلا يسألني عنها ، فإذا أخبرته بهم ، قال : مالي ولبني فلان ، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء . 

قال ابن هشام وإنما قيل لها الخضراء لكثرة الحديد وظهوره فيها . 

قال الحارث بن حلزة اليشكري 

ثم حجرا أعني ابن أم قطام وله فارسية خضراء


يعني الكتيبة ، وهذا البيت في قصيدة له ، وقال حسان بن ثابت الأنصاري 

لما رأى بدرا تسيل جلاهه     بكتيبة خضراء من بلخزرج 


وهذا البيت في أبيات له قد كتبناها في أشعار يوم بدر 

قال ابن إسحاق فيها المهاجرون والأنصار ، رضي الله عنهم ، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد ، فقال : سبحان الله : يا عباس ، من هؤلاء ؟ قال : قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار قال : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، والله يا أبا الفضل ، لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما ، قال : قلت : يا أبا سفيان ، . إنها النبوة . قال : فنعم إذن . 

 رجوع أبي سفيان إلى أهل مكة يحذرهم

قال : قلت : النجاء إلى قومك ، حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان ص: 405 ] فهو آمن ، فقامت إليه هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه ، فقالت : اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قبح من طليعة قوم قال : ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك ، قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد 


قال أمير المؤمنين يزيد
لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج في وقع الاسل
فأهلوا واستهلوا فرحاً * ثم قالوا : لي هنيا لا تسل
حين حكت بفناء بركها * واستحر القتل في عبد الاسل

قد قتلنا الضعف من أشرافكم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل

No comments:

Post a Comment