Sunday, September 27, 2015

لا أشبع الله بطنه

السلام عليكم

دعوة النبي محمد صل الله عليه واله على معاوية بن هند بعدم الشبع في الدنيا وعدم الهناء والراحه

عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان . فجاء رسول الله صل الله عليه واله وسلم فتواريت خلف باب . قال فجاء فحطأني حطأة . وقال " اذهب وادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل . قال ثم قال لي " اذهب فادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل . فقال " لا أشبع الله بطنه " .
المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2604
خلاصة حكم المحدث: صحيح 

ذكر البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس : فأتيت رسول الله صل الله عليه واله فأخبرته فقال في الثالثة : لا أشبع الله بطنه ، قال : فما شبع بطنه ، قال : فما شبع بطنه أبداً ، وروي عن هريم ، عن أبي حمزة في هذا الحديث زيادة تدل على الإستجابة.

جاء في تاريخ ابي الفداء : فقال النبي صل الله عليه واله : لا أشبع اللـه بطنه‏ ‏فبقي لا يشبع وكان يقول :‏ والله ما أترك الطعام شبعاً وإنما أتركه إعياء.‏ 

راجع هذه المصادر الاخرى

ابي الشيخ الاصبهاني في طبقات المحدثين: الطبقة الثامنه

ذكره الالباني في السلسله الصحيحة ص 82 وقال عنه إسناده صحيح 

وفي مسند الطيالسي احاديث النساء 

ادله على انه دعوه النبي صل الله عليه واله (لا اشبع الله بطنه) هي للذم والتحقير ولكشف حقيقته وما في نفسه من كفر وضلال :

عن رافع بن عمرو المزني قال : وأنا غلام ، أرمي نخلنا – أو قال نخل الأنصار - فأتي بي النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال : يا غلام لم ترمي النخل ؟ قال : قلت : آكل . قال : لا ترمي النخل . وكل ما سقط في أسفلها . ثم مسح رأسي ، وقال : اللهم أشبع بطنه.
المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإمتاع- الصفحة: 1/167
خلاصة حكم المحدث: حسن 

هنا نجد ان النبي صل الله عليه واله قد دعى لمصلحه هذا الغلام بأن يشبعه الله تبارك وتعالى.

اورده ابو داوود في سننه ص 2622 

و حسنه ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاه المصابيح ج 3 ص 197

تتمه البحث في حديث لا اشبع الله بطنه

ففي الأمثال للميداني:1/76 ويقولون: آلف من الحمى وآكل من معاوية ومن الرحى. وقال الشاعر: وصاحب لي بطنه كالهاويه كأن في أمعائه معاويه).

وقال آخر: كأنما في جوفها ابن صخر ومعدة هاضمة للصخر.

وقد اتفقوا على أن شحم بطن معاوية تعاظم فلم يستطع القيام فكان يخطب قاعداً (ابن أبي شيبة:2/23، وفتح الباري:2/333وعون المعبود:3/310 ، والأم:1/229، وسبل السلام:2/47 ).

قال ابن كثير في النهاية:6/189: ( قلت: وقد كان معاوية لا يشبع بعدها ، ووافقته هذه الدعوة في أيام إمارته ، فيقال: إنه كان يأكل في اليوم سبع مرات طعاماً بلحم ، وكان يقول: والله لا أشبع وإنما أعيا ).

ماذا يصنعون بالحديث الذي ينفي الإيمان عن هذا النوع المنهوم من الناس؟ فقد اخرج مسلم في صحيحه ص 2061 عن النبي صل الله عليه واله : المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء .

واخرج البخاري في صحيحه ص 5396 عن النبي محمد صل الله عليه واله : يأكل المسلم في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.

قال تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} سورة الحجر الاية 3 

وقال عز وجل : { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ} سورة المرسلات الاية 46 

اقول: ان الحديثين من البخاري ومسلم يُبينان ان معاوية بن ابي سفيان ليس بمؤمن ولا مسلم.

والسلام عليكم





باب المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء 



2060 حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالوا أخبرنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة وابن نمير قالا حدثنا عبيد الله ح وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب كلاهما عننافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
الحاشية رقم: 1
قوله صلى الله عليه وسلم : ( الكافر يأكل في سبعة أمعاء ، والمؤمن يأكل في معى واحد وفي الرواية الأخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام بعد أن أضاف كافرا ، فشرب حلاب سبع شياه ، ثم أسلم من ص: 220 ] الغد ، فشرب حلاب شاة ، ولم يستتم حلاب الثانية . قال القاضي : قيل : إن هذا في رجل بعينه ، فقيل له على جهة التمثيل ، وقيل : إن المراد أن المؤمن يقتصد في أكله ، وقيل : المراد المؤمن يسمي الله تعالى عند طعامه ، فلا يشركه فيه الشيطان ، والكافر لا يسمي فيشاركه الشيطان فيه . وفي صحيح مسلم إن الشيطان يستحل الطعام ألا يذكر اسم الله تعالى عليه ) . 

قال أهل الطب : لكل إنسان سبعة أمعاء : المعدة ، ثم ثلاثة متصلة بها رقاق ، ثم ثلاثة غلاظ . فالكافر لشرهه وعدم تسميته ص: 221 ] لا يكفيه إلا ملؤها ، والمؤمن لاقتصاده وتسميته يشبعه ملء أحدها ، ويحتمل أن يكون هذا في بعض المؤمنين وبعض الكفار ، وقيل : المراد بالسبعة سبع صفات : الحرص والشره ، وطول الأمل ، والطمع ، وسوء الطبع ، والحسد ، والسمن . وقيل : المراد بالمؤمن هنا تام الإيمان ، المعرض عن الشهوات ، المقتصر على سد خلته ، والمختار أن معناه بعض المؤمنين يأكل في معى واحد ، وأن أكثر الكفار يأكلون في سبعة أمعاء ، ولا يلزم أن كل واحد من السبعة مثل معى المؤمن . والله أعلم . 

قال العلماء : ومقصود الحديث التقلل من الدنيا ، والحث على الزهد فيها ، والقناعة مع أن قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل ، وكثرة الأكل بضده . وأما قول ابن عمر في المسكين الذي أكل عنده كثيرا : لا يدخلن هذا علي . فإنما قال هذا لأنه أشبه الكفار ، ومن أشبه الكفار كرهت مخالطته لغير حاجة أو ضرورة ، ولأن القدر الذي يأكله هذا يمكن أن يسد به خلة جماعة . وأما الرجل المذكور في الكتاب الذي شرب حلاب سبع شياه فقيل : هوثمامة بن أثال ، وقيل : جهجاه الغفاري ، وقيل : نضرة بن أبى نضرة الغفاري والله أعلم . 


السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


قَالَ رَسُولَ اللَّهِ  : مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ . رواه الترمذي وصححه الألباني

١- قَوْلُهُ : ( مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً ) أَيْ ظَرْفًا ( شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ) صِفَةُ وِعَاءٍ ، جَعَلَ الْبَطْنَ أَوَّلًا وِعَاءً كَالْأَوْعِيَةِ الَّتِي تُتَّخَذُ ظُرُوفًا لِحَوَائِجِ الْبَيْتِ تَوْهِينًا لِشَأْنِهِ ثُمَّ جَعَلَهُ شَرَّ الْأَوْعِيَةِ ؛ لِأَنَّهَا اسْتُعْمِلَتْ فِيمَا هِيَ لَهُ وَالْبَطْنُ خُلِقَ لِأَنْ يَتَقَوَّمَ بِهِ الصُّلْبُ بِالطَّعَامِ وَامْتِلَاؤُهُ يُفْضِي إِلَى الْفَسَادِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا فَيَكُونُ شَرًّا مِنْهَا ( بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ ) مُبْتَدَأٌ أَوِ الْبَاءُ زَائِدَةٌ أَيْ يَكْفِيهِ وَقَوْلُهُ ( أُكُلَاتٌ ) بِضَمَّتَيْنِ خَبَرُهُ نَحْوُ قَوْلِهِ : بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ وَالْأُكْلَةُ بِالضَّمِّ اللُّقْمَةُ أَيْ يَكْفِيهِ هَذَا الْقَدْرُ فِي سَدِّ الرَّمَقِ وَإِمْسَاكِ الْقُوَّةِ ( يُقِمْنَ ) مِنَ الْإِقَامَةِ ( صُلْبَهُ ) أَيْ ظَهْرَهُ تَسْمِيَةً لِلْكُلِّ بِاسْمِ جُزْئِهِ ، كِنَايَةً عَنْ أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ مَا يَحْفَظُهُ مِنَ السُّقُوطِ وَيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الطَّاعَةِ ( فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَيُضَمُّ ، أَيْ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ التَّجَاوُزِ عَمَّا ذَكَرَ فَلْتَكُنْ أَثْلَاثًا ( فَثُلُثٌ ) أَيْ فَثُلُثٌ يَجْعَلُهُ ( لِطَعَامِهِ ) أَيْ مَأْكُولِهِ (وَثُلُثٌ ) يَجْعَلُهُ ( لِشَرَابِهِ ) أَيْ مَشْرُوبِهِ ( وَثُلُثٌ ) يَدَعُهُ ( لِنَفَسِهِ ) بِفَتْحِ الْفَاءِ أَيْ يُبْقِي مِنْ مِلْئِهِ قَدْرَ الثُّلُثِ لِيَتَمَكَّنَ مِنَ التَّنَفُّسِ وَيَحْصُلُ لَهُ نَوْعُ صَفَاءٍ وَرِقَّةٍ وَهَذَا غَايَةُ مَا اخْتِيرَ لِلْأَكْلِ وَيَحْرُمُ الْأَكْلُ فَوْقَ الشِّبَعِ . وَقَالَ الطِّيبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- : أَيِ الْحَقُّ الْوَاجِبُ أَنْ لَا يَتَجَاوَزَ عَمَّا يُقَامُ بِهِ صُلْبُهُ لِيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنْ أَرَادَ الْبَتَّةَ التَّجَاوُزَ فَلَا يَتَجَاوَزُ عَنِ الْقَسْمِ الْمَذْكُورِ .

٢- فصل : المفسد الرابع من مفسدات القلب : الطعام : والمفسد له من ذلك نوعان : أحدهما ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات وهي نوعان : محرمات لحق الله كالميتة والدم ولحم الخنزير وذي الناب من السباع والمخلب من الطير ومحرمات لحق العباد كالمسروق والمغصوب والمنهوب وما أخذ بغير رضى صاحبه إما قهرا وإما حياء وتذمما والثاني : ما يفسده بقدره : وتعدي حده كالإسراف في الحلال والشبع المفرط فإنه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها والتأذى بثقلها وقوى عليه مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان ووسعها فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقها والشبع يطرقها ويوسعها ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا وفي الحديث المشهور : ما ملأ
مه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ويحكى أن إبليس لعنه الله عرض ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له يحيى : هل نلت مني شيئا قط قال : لا إلا أنه قدم إليك الطعام ليلة فشهيته إليك حتى شبعت منه فنمت عن وردك فقال يحيى : الله علي أن لا أشبع من طعام أبدا فقال إبليس : وأنا لله علي أن لا أنصح آدمي أبدا 

7 videos about this hadeeth alone ? 


http://www.alshiatube.com/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%B4%D8%A8%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B7_ff819a803.html

لعن النبي (صلى الله عليه وآله) لمعاوية والحكم

           

   
    
   
مرّ في المبحث السابق أن الإمام النسائي قد عرّض بحديث "لا أشبع الله بطنه" بمثلبة من مثالب معاوية، إلاّ أن العجب أن تجد بعض الائمة الحفّاظ يصرون على تحويل هذه المثالب واللعنات على معاوية الى مناقب له! وحديث لا أشبع الله بطنه أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتواريت خلف الباب، قال: فجاء فحطأني حطأة، وقال: (إذهب وادع لي معاوية) قال: فجئت فقلت: هو يأكل! قال: ثم قال لي: (اذهب فادع لي معاوية). قال: فجئت فقلت: هو يأكل! فقال: (لا أشبع الله بطنه)(1).
قال الذهبي - بعد ذكر هذا الحديث- لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي (صلى الله عليه وآله): (اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة)(2).
أما إبن كثير، فلم يكتف بذلك، فقال بعد أن أورد هذا الحديث:
وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه واُخراه! أما في دنياه فانه لما صار الى الشام أميراً، كان يأكل في اليوم سبع مرّات! يُجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل، فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئاً كثيراً، ويقول: والله لا أشبع وإنما أعيا!
وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك! وأما في الآخرة، فقد اتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي راوه البخاري وغيرهما من غير وجه عن عدد من الصحابة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة"!(3).
يقول ابن كثير هذا القول، وهو الإمام المفسر للقرآن الكريم، متناسياً قوله في تفسير قوله تعالى (وَكُلوا واشرَبوا ولا تُسرفُوا إنَّهُ لا يُحبُّ المسرفينَ)(4).
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا سليمان بن سليم الكلبي، حدثنا يحيى بن جابر الطائي، سمعت المقدام بن معد يكرب الكندي العبدي، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فان كان فاعلا لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، ورواه النسائي والترمذي من طرق عن يحيى بن جابر وقال الترمذي: حسن، وفي نسخة حسن صحيح...(5)
كما ونقل ابن كثير عن المحدثين تخريجهم لحديث يناقض قوله أيضاً، وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله): (إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)!!(6).
هذا مع العلم أن الفطرة الانسانية تنفر بطبعها من الإنسان النهم الذي يفرط في الأكل، فكيف يمدح النبي (صلى الله عليه وآله) معاوية بخصلة تنفر منها طباع البشر! لكن ابن كثير يصر على جعل هذه المثلبة منقبة لمعاوية! أما كيف انتفع معاوية بلعن النبي (صلى الله عليه وآله) له في الآخرة! فذلك أعجب وأغرب، إذ أن من المعلوم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد لعن بعض الصحابة، بل إنه لعن قبائل بأكملها، كما جاء عن الحسن بن علي أنه قال لأبي الأعور الصالحي: ويحك! ألم يلعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان!(7).
كما ولعن النبي (صلى الله عليه وآله) أشخاصاً بأسمائهم أو بأوصافهم، كما عن سفينة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان جالساً فمرّ رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق، فقال: (لعن الله القائد والسائق والراكب)(8).
ومن المعلوم أن الراكب الذي أضمر الرواة اسمه هو أبو سفيان وأن السائق والقائد هما إبناه معاوية ويزيد!
وهذه الروايات وأمثالها قد أوقعت الجمهور في حيرة عظيمة، لأنها تتنافى مع مكانة الصحابة عند الجمهور، إذ من المعلوم أن لعن النبي (صلى الله عليه وآله) لأي شخص يجعله عرضة لنقمة الله وسخطه، فلم يجدوا إزاء ذلك إلاّ اللجوء الى تبرير ذلك كله بروايات ادعوا أنها جاءت عن النبي (صلى الله عليه وآله)، بأن لعنه لاُولئك الأشخاص، إنما هو زكاة ورحمة لهم! رغم أن تصرف بعض الصحابة ممن تنسب إليهم هذه الروايات يناقضها تماماً كما سيأتي.
لقد أخرج المحدّثون هذه الروايات عن بعض الصحابة كأبي هريرة واُم المؤمنين عائشة وغيرهما، فمن تلك الروايات نختار رواية عائشة، قالت: دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلان، فكلّماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه; فلعنهما وسبّهما! فلما خرجا قلت: يا رسول الله، من أصاب من الخير شيئاً، ما أصابه هذان، قال: "وما ذاك؟". قالت، قلت: لعنتهما وسببتهما. قال: (أو ما علمت ما شارطت ربي عليه؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي مسلم لعنته، أو سببته فاجعله له زكاة وأجراً)!(9).
ومن الطريف أن الإمام مسلم استثنى في هذا الباب من هذه اللعنة من ليس لها أهلا، ولا أدري هل أن معاوية أهل للعن بعد كل ما عرضنا من أحواله أم لا!
والأغرب من كل ذلك أن تروي اُم المؤمنين عائشة هذا الحديث، وتعيّر مروان بن الحكم -في نفس الوقت- بأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد لعنه وهو في صلب أبيه! فلو كانت عائشة تعلم أن اللعن زكاة له ورحمة، لما عيّرته به! كما وأن ابن الزبير -وهو منافس لآل الحكم على الخلافة وعدّوهم- يذكر لعن النبي (صلى الله عليه وآله) 
لآل الحكم، فعن الشعبي، قال: سمعت عبدالله بن الزبير وهو مستند الى الكعبة وهو يقول: ورب هذه الكعبة، لقد لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلاناً وما ولد من صلبه، رواه أحمد والبزار إلاّ أنه قال: لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) (10).
وعن عبدالله بن عمر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أشار الى الحكم وقال: إن هذا سيخالف كتاب الله وسنة نبيه، وسيخرج من صلبه فتى يبلغ دخانها السماء، فقال ناس من القوم: هو أقل وأذل من أن يكون هذا منه. قال: (بلى، وبعضكم يومئذ شيعته!!)(11).
وقال ابن حجر: وبسند رجاله رجال الصحيح، عن عبدالله بن عمر(رضي الله عنه)أنه قال: (ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين، فوالله ما زلت أتشوف داخلا وخارجاً حتى دخل فلان، وكنت قد تركت عمراً يلبس ثيابه ليقبل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم أزل مشفقاً أن يكون أول من يدخل، فدخل الحكم بن أبي العاص)(12).
وعن عمرو بن مرة قال: استأذن الحكم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فعرف صوته فقال: (ائذنوا له. لعنة الله عليه وعلى من يخرج من صلبه إلاّ المؤمنين، وقليل ما هم، ذوو مكر وخديعة يعطون الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق)(13).
وعن محمد بن كعب القرظي، أنه قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحكم وما ولد، إلاّ الصالحين، وهم قليل(14).
وعن نصر بن حازم الليثي عن أبيه، قال: دخلت مسجد المدينة فاذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، قال: قلت: ماذا؟ قالوا: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب على منبر، فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لعن الله القائد لهذه الاُمة من فلان ذي الإستاه)(15).
وهنا ينبري ابن حجر الهيثمي المكي للدفاع عن الحكم وغيره ممن شملتهم لعنة النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول:
صحّ أنه (صلى الله عليه وآله) لعن الحكم وبنيه إلاّ الصالح منهم... على أنه مرّ أن لعنه لمن لا يستحق اللعن من اُمته طهارة ورحمة!(16).
وهنا أيضاً لا نعلم كيف يستثني النبي (صلى الله عليه وآله) الصالحين مِن ولد الحكم من هذه الزكاة والأجر والرحمة، مع أن الصالحين هم أحوج إليها وأكثر استحقاقاً لها من غير الصالحين! كما ولا أدري كيف علم ابن حجر المكي أن الحكم وبنوه غير مستحقين لتلك اللعنة، بعدما علمنا من أحوالهم فيما سبق ما علمنا!
أليس كل هذا يثبت أن عائشة اُم المؤمنين لم تسمع بهذا الكلام من النبي (صلى الله عليه وآله) ولا روته عنه، وإنما هي روايات اختلقها الوضاعون تقرباً لمعاوية وبني اُمية، بهدف إزالة هذه اللطخة التي تسبب لهم العار والشنار على جباههم بعد ما أصبحوا ملوكاً على رقاب الناس!

No comments:

Post a Comment